اعتقال العميد الطيار غازي خليل سليمان في بانياس: صفحة سوداء من الجرائم تطفو على السطح

اعتقال العميد الطيار غازي خليل سليمان في بانياس: صفحة سوداء من الجرائم تطفو على السطح
أفادت مصادر محلية مطلعة من مدينة بانياس الساحلية بأن قوات أمنية سورية اعتقلت العميد الطيار غازي خليل سليمان، أحد أبرز ضباط سلاح الجو خلال العقد الدموي في سوريا، وذلك في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول دوافع الاعتقال وتوقيته.
سجلّ دموي حافل بالقصف والتدمير
العميد غازي سليمان، المنحدر من قرية المرانة بريف بانياس، عُرف في الأوساط العسكرية بأنه من أكثر الطيارين تنفيذًا للطلعات الجوية ضد المناطق المدنية خلال سنوات الثورة السورية.
وفقًا لشهادات منشقين ومصادر حقوقية، قاد غازي طائرات من طراز ميغ 23 وسوخوي 24، وأشرف على عمليات قصف في حمص، حماة، ريف دمشق، وإدلب، مستخدمًا الذخائر المتفجرة والقنابل العنقودية في ضرب أهداف مدنية، بينها مشافٍ ومدارس وأسواق شعبية.
من الطيران فوق المدن إلى قصفها
كان العميد سليمان من الطيارين الأوائل الذين شاركوا في عمليات القصف المكثف لحي بابا عمرو في حمص عام 2012، كما وُثقت مشاركته في حملة القصف الجوي على مدينة دوما بريف دمشق، حيث قُتل المئات من المدنيين، بعضهم اختنق نتيجة الغازات الناتجة عن القنابل الفراغية.
وقد وصفه أحد الطيارين المنشقين بأنه “لا يتردد في تنفيذ أي أمر، مهما كانت نتائجه الكارثية على السكان”، مشيرًا إلى أن سليمان كان ينفذ الطلعات “بأقصى درجات البرود” دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني.
الطيار الخاص للأسد
في السنوات الأولى من الحرب، كان غازي خليل يُعرف داخل أروقة المؤسسة العسكرية بـ”الطيار الموثوق“، ويُقال إنه قاد طائرات تقل شخصيات بارزة من الدائرة المقربة لبشار الأسد، ما جعله يحظى بحماية خاصة. إلا أن هذه الحصانة يبدو أنها بدأت تتلاشى مع تغير المعادلات داخل النظام نفسه.
الذاكرة لا تموت
بالنسبة للضحايا وذويهم، فإن اعتقال غازي خليل سليمان، حتى وإن لم يُرافقه مسار قضائي حقيقي، يمثل ومضة أمل في نهاية نفق مظلم. فالرجل الذي حوّل سماء سوريا إلى جحيم، قد يواجه اليوم شبح المحاسبة، ولو متأخرًا.